"الناس اللي بتضحك دايمًا… مش دايمًا مرتاحة" (مقال إنساني عن القوة خلف الابتسامات)

 


فيه ناس بنشوفهم كل يوم… دايمًا بيضحكوا، بيهزروا، وبيحاولوا ينشروا البهجة حوالينهم. تفتكرهم عايشين حياة مثالية، مفيش حاجة مضايقاهم، بس الحقيقة أعمق من كده بكتير.

مش كل اللي بيضحك "مرتاح"، ومش كل اللي بيهزر "منطلق". أوقات الضحك بيكون درع واقي، وسيلة دفاعية ضد الوجع، وسيلة يقولوا بيها "أنا بخير" حتى لو جوّاهم عاصفة مش باينة.

في ناس بتختار تضحك علشان مش عايزة تقلّ على حد. بتضحك في وش الناس علشان متعودتش تشتكي. وبتحكي نكتة بدال ما تحكي قصة حقيقية ممكن تكسر قلب اللي بيسمعها. النوع ده من الناس بيبقى عنده قوة داخلية مش طبيعية، مش لأنهم مابيحسوش، لكن علشان بيتحملوا أكتر مما يبوحوا.

الناس اللي بتضحك دايمًا… هما أكتر ناس محتاجين حضن من غير كلام. محتاجين حد يسمعهم من غير ما يسأل "هو في إيه؟"، بس يفضل موجود.

غالبًا الشخص اللي دايمًا بيهزر هو اللي آخر الليل بيسأل نفسه: "هو أنا كويس؟"، "ليه مش مرتاح؟"، "أنا ليه ببذل مجهود علشان أبان طبيعي؟"

الابتسامة ساعات بتكون بدل الدموع، والضحك بدل الشكوى. وكل نكتة بيقولها حد، ممكن تكون طريقتها في الهروب من لحظة ضعف.

لو عندك صديق دايمًا مبتسم، حاول تقرب منه شوية. اسأله: "عامل إيه بجد؟"، مش بس على السطح. سيبه يحكي، سيبه يفرغ، حتى لو بكلمة واحدة.

لأن "القوة" الحقيقية مش في الناس اللي بتعيّط… لكن في الناس اللي بتكتم.

ومع الوقت، بيبان على ملامحهم أثر التعب حتى لو بيضحكوا. بيبان في نبرة صوتهم، في نظرتهم، في لحظة سكوتهم قبل ما يردوا.

مش بنقول تبطل تضحك، ولا تبطل تبقى إيجابي، لكن مهم تعرف إن الابتسامة مش دايمًا معناها "أنا تمام". ساعات بتكون وسيلة تقول بيها: "أنا لسه واقف، رغم كل اللي جوايا".

اللي بيضحك كتير… مش دايمًا مرتاح، بس هو اختار يكون شمعة في حياة غيره، حتى لو نفسه محتاج نور.

فكر فيهم، وساعدهم من غير ما يطلبوا، وافتكر:
أكتر الناس سعادة قدامك، ممكن يكونوا أكتر الناس وجعًا جواهم.

في كل مكان بنقابله، فيه شخص دايمًا بيضحك، بيهزر، بينشر طاقة إيجابية حوالينا. تحس إنه ما بيعرفش يزعل، ما عندوش مشاكل، دايمًا "كويس". لكن لو قربت منه بجد، هتكتشف حاجة تانية خالص…
الناس اللي بتضحك كتير، ساعات بيكونوا أكتر ناس موجوعة.

الضحك مش دايمًا دليل على الراحة. في ناس بتضحك علشان ما تعيطش. بتظهر القوة وهي من جوّا هشة. بتقول نكتة، بدل ما تحكي قصة توجع القلب. مش لأنهم بيحبوا التمثيل… لكن لأنهم اتعودوا يخفوا الألم بابتسامة.

فيه نوع من الناس، "المسؤول عن الضحك"، اللي لما تقعد معاه، تحس إنه دايمًا لازم يرفع مودك. لكن هل حد فكر يرفعلُه مزاجه؟ هل حد سأل نفسه: "هو بيضحك لينا… بس مين بيضحك له؟"

الناس دي مش ضعيفة، بالعكس، هما أقوى مما تتخيل. لأنك علشان تخبي حزنك، وتضحك على وجعك، محتاج قلب كبير، محتاج صبر، محتاج تتحمل أكتر من طاقتك.

في ناس لو وقفت تشتكي، هتنهار. فبيفضلوا ساكتين. بيسكتوا جوّا الزحمة، ويضحكوا في وش الحياة علشان محدش يقلق عليهم.
بس اللي بيضحك في وشك دايمًا… محتاج حضن، محتاج كلمة طيبة، محتاج يسمع "أنا حاسس بيك حتى لو مبتقولش".

خلي بالك… اللي بيرسم الضحكة على وش الكل، ممكن يكون نفسه محدش واخد باله من وشه.
اللي دايمًا "بياخد ويدي" في الهزار، نفسه حد يديله سؤال صادق:
"عامل إيه… بجد؟"

الناس اللي بتضحك على طول مش بتطلب منك كتير. هما مش هيقولوا "أنا تعبان"، لكن ممكن يبقوا بيصرخوا جواهم من غير صوت.

فـ لما تشوف حد بيهزر زيادة عن اللزوم، اسأله… مش بس بـ "إزيك؟"
اسأله من قلبك، وقف واستنى الرد. لأن فيه ناس بترد بـ "تمام" وهي بـ تنهار من جواها.

الموضوع مش إنهم بيضحكوا علشان مفيش حاجة، لأ، هما بيضحكوا علشان ميكملوش انهيارهم.

الابتسامة مش ضعف… لكنها أوقات "وسيلة نجاة".

وإنت، لو كنت من النوع اللي بيضحك على طول، خليك عارف إنك مش مطالب تبقى قوي دايمًا، ومش لازم تشيل كل حاجة لوحدك.

أنت تستحق تهتم بنفسك زي ما بتهتم بغيرك.
تستحق ترتاح، تبكي، وتحكي… حتى لو مرة.

وفي آخر السطر…
الناس اللي دايمًا بتضحك، هما أكتر ناس محتاجين حب حقيقي، من غير شروط، من غير أحكام، ومن غير ما يطلبوا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

💡 إزاي تعملي دخل من بيتك… حتى لو بتبدأي من (تحت الصفر)

كيفية التغلب على المشاكل الشخصية أثناء الدراسة الجامعية

ابداي رحلة الفلوس من البيت: أفكار تفتحلك باب الدخل بدون رأس مال 💸